يا علي ، آفةُ الحديثِ الكذب (٣٥٧) ...
______________________________________________________
واعلم أنّ التفكّرات الصحيحة تدعو إلى البرّ والعمل كما جاء في الحديث فمثلا ، التفكّر في عظمة الله يدعو إلى خشيته وطاعته ، والتفكّر في فناء الدنيا ولذّاتها يدعو إلى تركها ، والتفكّر في عواقب من مضى من الصالحين يدعو إلى إقتفاء آثارهم ، والتفكّر فيما انتهى إليه أمر المجرمين يدعو إلى إجتناب أطوارهم ، والتفكّر في عيوب النفس يدعو إلى إصلاحها ، والتفكّر في أسرار العبادة يدعو إلى السعي في تكميلها ، والتفكّر في درجات الآخرة يدعو إلى تحصيلها ، والتفكّر في مسائل الشريعة يدعو إلى العمل بها ، والتفكّر في حسن الأخلاق الحسنة وحسن آثارها يدعو إلى تحصيلها ، والتكفّر في قبح الأخلاق السيّئة وسوء آثارها يدعو إلى تجنّبها ، والتفكّر في نقص أعماله يدعو إلى السعي في إصلاحها ، والتفكّر في عقوبات سيّئاته يدعو إلى تداركها بالتوبة والندم .. وهكذا (١).
وأفاد المحدّث القمّي قدسسره ، ينبغي أن يتعلّم الإنسان التفكّر الممدوح من ( تمليخا ) أحد أصحاب الكهف قي قصّة اهتدائه ببركة التفكّر ثمّ ذكر القصّة فلاحظ (٢).
(٣٥٧) الآفة هي العاهة والنقص والبليّة الشديدة .. والآفة التي يُبتلى بها الحديث يعني الكلام هو الكذب .. وهو أشدّ بليّة تعرض الكلام خصوصاً إذا كان كذباً على الله أو رسوله أو أوليائه.
فالكذب يخرّب الإيمان وقد قال عزّ اسمه : ( إنَّما يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (٣).
__________________
١ ـ مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٤٢.
٢ ـ سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ١٤٥.
٣ ـ سورة النحل ، الآية ١٠٥.