..................................................................................
______________________________________________________
قال الله عزّوجلّ لموسى بن عمران عليهالسلام ، يابن عمران لا تحسدنّ الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدنّ عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك ، فإنّ الحاسد ساخط لنعمي ، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي ، ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي » (١).
ومن هنا تعرف أنّ الحسد آفة ضارّة للعلم ..
وفي علاج الحسد أفاد العلاّمة المجلسي ، أنّ الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب ، ولا تُداوى أمراض القلوب إلاّ بالعلم والعمل ..
والنافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أنّ الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين ولا ضرر فيه على المحسود لا في دنياه ولا في دينه بل ينتفع به المحسود دنياً وديناً ..
أمّا كونه ضرراً عليك في الدين فهو أنّك بالحسد سخطت قضاء الله ، وكرهت نعمته التي قسّمها لعباده ، وعدله الذي أقامه في ملكه واستنكرت ذلك ، وهذه جناية على التوحيد وقذىً في الإيمان.
وأمّا كونه ضرراً عليك في الدنيا فهو أنّك تتألّم بحسدك ، وتتعذّب به ، ولا تزال في غمّ له ، وتبقى مغموماً محزوناً كما يشتهي أعداؤك لك.
وأمّا أنّ المحسود ينتفع به في الدين فهو أنّه يكون مظلوماً من جهتك لا سيّما إذا دعاك الحسد إلى غيبته والقدح فيه وهتك ستره وكشف مساويه .. فإنّك بهذا تهدي حسناتك إليه.
وأمّا أنّ المحسود ينتفع به في الدنيا فهو أنّ من أهمّ أغراض الخلق مساءة أعدائهم وتعذيب من عاداهم ، ولا عذاب أعظم ممّا أنت فيه من ألم الحسد ، وقد فعلت
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ، ح ٦.