يا علي ، لا مروّةَ لكَذُوب (٢) ، ولا راحةَ لحسُود (٣) ، ولا صديقَ لنمّام (٤) ،
______________________________________________________
ذكر المولى محمّد بن قطب الدين الراوندي إلى آخر السند المتقدّم ونقل به هذه الوصيّة الشريفة.
(٢) حيث إنّ الصدق أمانة والكذب خيانة ، والكذوب يكون كثير الخيانة فلا يتّصف بصفة المروّة التي تقتضي تنزيه النفس عن الدناءة والخيانة.
(٣) فإنّ الحسود يضرّ نفسه أكثر ممّا يضرّ المحسود فلا يكون في راحة ، ولذلك ورد في الحديث العلوي ، « ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد ، نَفَس دائم ، وقلب هائم ، وحزن لازم » (١).
وجاء في نهج البلاغة قوله عليهالسلام ، « صحّة الجسد من قلّة الحسد » (٢).
(٤) النميمة هي نقل كلام الغير إلى المقول فيه على وجه السعاية والإفساد وإيقاع الفتنة .. ويقال لفاعله نمّام وقتّات .. ولو بأن يقول : فلان تكلّم فيك بكذا.
والنميمة من المعاصي الكبائر المذمومة في الكتاب والسنّة كما تلاحظ بيانها في الروايات المباركة (٣).
منها ما عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال لأصحابه ، « ألا اُخبركم بشراركم؟ قالوا ، بلى يا رسول الله. قال : المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباغون للبُراء العيب ».
ومنها ما عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « ثلاثة لا يدخلون الجنّة ، السفّاك
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٢٥٦ ، باب ١٣١ ، ح ٢٩.
٢ ـ نهج البلاغة ، رقم الحكمة ٢٥٦.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٢٦٣ ، باب ٦٧ ، الأحاديث.