ولا أمانةَ لبخيل (٥) ، ولا وفاءَ لشَحيح (٦) ،
______________________________________________________
للدم ، وشارب الخمر ، ومشّاء بالنميمة ». ومن مساوي هذه النميمة أنّها توجب عدم الصديق للنّمام كما في هذه الوصيّة .. من حيث أنّه سرعان ما ينكشف أمره ، ويتباعد عنه أصدقاؤه ، ويتركه أحبّاؤه ، وفي الحديث (١) ، « إنّ من أكبر السحر النميمة ، يُفَرَّق بها بين المتحابّين ، ويجلب العداوة على المتصافّين ، ويسفك بها الدماء ، ويهدم بها الدور ، ويكشف الستور ، والنمّام شرّ من وطىء الأرض بقدم ».
(٥) البخل هي صفة شحّ النفس المذمومة ، وهي صفة خسيسة قد تدعو إلى ترك الواجب ومنها ترك أداء الأمانة. فالبخيل يبخل حتّى عن ردّ مال الناس إليهم فلا أمانة له.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام ، « البخل جامع لمساوىء العيوب ، وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء » (٢).
وعن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام أنّه قال : « البخيل من بخل بما افترض الله عليه » (٣).
(٦) الشحّ هو البخل مع الحرص فهو أشدّ من البخل .. لأنّ البخل في المال ، والشحّ يكون في المال والمعروف ، ومنه قوله تعالى : ( أَشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ ) (٤) ، فالشحّ هو اللؤم وأن تكون النفس حريصة على المنع (٥) ..
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ١٠ ، ص ١٦٩ ، باب ١٣ ، ح ٢.
٢ ـ نهج البلاغة ، رقم الحكمة ٣٧٨.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٣٠٥ ، باب ١٣٦ ، ح ٢٦.
٤ ـ سورة الأحزاب ، الآية ١٩.
٥ ـ مجمع البحرين ، مادّة شحح ، ص ١٨٠.