ولا كنزَ أنفعُ من العِلم (٧) ،
______________________________________________________
والشحّ بمعناه المعروف يكون مانعاً من الوفاء والأداء .. فلا يكون وفاء لشحيح .. وفي الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام ، أنّ عليّاً عليهالسلام سمع رجلا يقول : الشحيح أعذر من الظالم ، فقال عليهالسلام ، « كذبت ، إنّ الظالم يتوب ويستغفر الله ويردّ الظُلامة على أهلها ، والشحيح إذا شَحَّ منع الزكاة ، والصدقة ، وصلة الرحم ، وإقراء الضيف. والنفقة في سبيل الله ، وأبواب البرّ ، وحرام على الجنّة أن يدخلها شحيح » (١).
وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلام ، « إنّما الشحيح من منع حقّ الله ، وأنفق في غير حقّ الله عزّوجلّ » (٢).
(٧) الكنز في الأصل هو المال المدفون لعاقبة ، ثمّ اتّسع واستعمل في كلّ ما يتّخذه الإنسان ويدّخره.
وخير ما يدّخره الإنسان لنفعه هو العلم ، إذ هو أشرف وأنفع من المال كما تلاحظ فضله كتاباً وسنّةً في كتب أحاديث فضل العلم.
وقد أطلق الكنز في كتاب الله تعالى على صفحة العلم المذخورة في قضيّة موسى والخضر في سورة الكهف.
ففي حديث علي بن أسباط قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : « كان في الكنز الذي قال الله عزّوجلّ : ( وَكانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُما ) (٣) كان فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها ، وينبغي لمن عقل عن الله
__________________
١ ـ قرب الإسناد ، ص ٧٢ ، مسلسل الحديث ٢٣٣.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٣٠٥ ، باب ١٣٦ ، ح ٢٥.
٣ ـ سورة الكهف ، الآية ٨٢.