ولا يستكثرُ عمَلَه (٣١).
يا علي ، وللقانعِ أربعُ خصال ، أن لا يفرَح بالغناء ، ولا يخافَ من الفقر (٣٢) ، ولا يهتمَّ للرزق ، ولا يحرِصَ على الدنيا (٣٣).
______________________________________________________
(٣١) إذ المتوكّل على الله تعالى يعتمد في جميع اُموره على الله تعالى وينقطع إليه .. فلا يخاف إلاّ الله ، ولا يتّكل على غيره ، ويكون أمله بالله لا بالمخلوقين فلا يسيء الظنّ إليهم بل يحسن الظنّ بهم ، وهو يعتمد على سعي نفسه فلا يستكثر عمله .. فتكون الاُمور المتقدّمة علاماته.
قال العلاّمة المجلسي قدسسره ، « ثمّ إنّ التوكّل ليس معناه ترك السعي في الاُمور الضرورية ، وعدم الحذر عن الاُمور المحذورة بالكليّة.
بل لابدّ من التوسّل بالوسائل والأسباب على ما ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه ، ومع ذلك لا يعتمد على سعيه وما يحصّله من الأسباب ، بل يعتمد على مسبّب الأسباب ».
ثمّ حكى قدسسره عن المحقّق الطوسي في أوصاف الأشراف تفسيره التوكّل بقوله ، « المراد بالتوكّل أن يَكِلَ العبد جميع ما يصدرُ عنه ويَرِدُ عليه إلى الله تعالى ، لعلمه بأنّه أقوى وأقدر ، ويضع ما قدر عليه على وجه أحسن وأكمل ، ثمّ يرضى بما فعل ، وهو مع ذلك يسعى ويجتهد فيما وكَّلَه إليه ... » (١).
(٣٢) فانّه حيث يكتفي القانع بما رزقه الله تعالى وقسمه له لا تكون الزيادة له موجبة للفرح ، ولا إحتمال الإعواز فيه موجباً للخوف.
(٣٣) القناعة ـ بالفتح ـ ، هو الرضا بالقِسَم .. والقانع هو الذي يقنع بما يصيبه
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧١ ، ص ١٢٧.