..................................................................................
______________________________________________________
إلى جانب توضيحي في هذه المسألة ، بياناً للشقاوة وآثارها السيّئة ، لما لها من الأهميّة.
فاعلم أنّه ليست الشقاوة ذاتية للإنسان وغير قابلة للتغيير حتّى يكون البشر مجبوراً على التقصير كما توهمّته الفرقة الجبرية .. بل هي إختيارية من الإنسان وحاصلة له باختيارها لنفسه ..
فيمكن للشقيّ أن يعدل إلى طريق السعداء ، ويختار لنفسه حُسن البقاء .. بعزم إرادته ، والتفكير في عاقبته ، وإرادة الخير لنفسه .. وهذا أمر ثابت دليلا ووجداناً ، نقلا وعقلا بوجوه عديدة نختار منها ما يلي :
أوّلا : ما رواه الشيخ الصدوق بسنده إلى عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر قال : « من قرأ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ) و ( قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ) في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولدا ، وإن كان شقيّاً مُحي من ديوان الأشقياء ، وأُثبت في ديوان السعداء ، وأحياه الله سعيداً ، وأماته شهيداً ، وبعثه شهيداً » (١).
وروى أيضاً بسنده إلى زرارة بن أعين ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « إنّ الله يمجّد نفسه في كلّ يوم وليلة ثلاث مرّات ، فمن مجّد الله بما مجّد به نفسه ثمّ كان في حال شقوة حُوِّل إلى سعادة ، فقلت له ، كيف هذا التمجيد؟
قال : تقول : ( أنت الله لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين ، أنت الله لا إله إلاّ أنت الرحمن الرحيم ، أنت الله لا إله إلاّ أنت العلي الكبير ، أنت الله لا إله إلاّ أنت مالك يوم الدين ، أنت الله لا إله إلاّ أنت الغفور الرحيم ، أنت الله لا إله إلاّ أنت العزيز الحكيم ، أنت الله لا إله إلاّ أنت منك بدء كلّ شيء وإليك يعود ، أنت الله لا إله إلاّ أنت لم
__________________
١ ـ ثواب الأعمال ، ص ١٥٥.