وللسّعيدِ خمسُ خصال ، [ أن ] يقولَ الحقَّ ولو عليه ، وأن يحبَّ للناسِ كما يُحبُّ لنفسِه ، وأن يُعطي الحقَّ من نفسِه ، وأن يُحبَّ ذِكَر اللّهِ ، وأن يَحرِصَ في طاعةِ اللّه (٣٦).
______________________________________________________
شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) (١).
ومن المعلوم أنّه لا يرضى الله تعالى لعباده الكفر والعصيان ، ولم يخلقهم للشقاوة والطغيان حتّى يجبرهم عليها بل خلقهم للعبادة والسعادة.
( وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاّ لِيَعْبُدُونَ ) (٢).
لكن العبد لسوء الإختيار ، قد يمتهن المعصية ويستلذّ بفعل الأشرار ، ويتّصف بالشقاوة ، من دون جبر أو إجبار فيصير شقيّاً.
وفي حديث الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : ( قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنَا ) (٣) قال عليهالسلام ، بأعمالهم شقوا (٤).
وبهذا تعرف أنّ مقولة الجبريّة باطلة ، والشقاوة ليست ذاتية.
(٣٦) السعادة خلاف الشقاوة .. فيتّصف السعيد بخلاف ما يتّصف به الشقي .. فإذا التزم الإنسان بالطاعة وإجتمعت أسباب السعادة في شخص كان سعيداً.
فيقول الحقّ ولو على نفسه ، ويحبّ الخير للناس كما يحبّه لنفسه ، ويعطي الحقّ لصاحبه ولو كان من نفسه ، ويحبّ ذكر الله ، ويحرص في طاعته ..
وأمّا أسباب السعادة فهي ما في حديث الإمام الصادق عليهالسلام حيث قال : « ما كلُّ من أراد شيئاً قدر عليه ، ولا كلُّ من قدر على شيء وُفّق له ، ولا كلُّ من وفّق
__________________
١ ـ سورة الإنسان ، الآية ٣.
٢ ـ سورة الذاريات ، الآية ٥٦.
٣ ـ سورة المؤمنون ، الآية ١٠٦.
٤ ـ كتاب التوحيد للصدوق ، ص ٣٥٦ ، الباب ٥٨ ، الحديث ٢.