يا علي ، وللمرائي ثلاثُ (٣٧) خصال ، يطوّلُ الركوعَ والسجودَ مع الناسِ في الصلاةِ ويخفِّفُ إذا كانَ وحدَه ، ويتواضعُ للناسِ ويتكبرُ على عيالِه وحدَه ، و [ أن ] يكثَر عيبَ الناس (٣٨).
______________________________________________________
أصاب له موضعاً. فإذا اجتمع [ اجتمعت ] النيّة ، والقدرة ، والتوفيق ، والإصابة فهناك تجب السعادة » (١).
(٣٧) يستظهر من النسخة المخطوطة أن تكون كلمة العدد هنا ( ثلاث ) والمقروء ستّة ، فأثبتنا المستظهر.
(٣٨) يكثر تعييب الناس حتّى يحسّن سمت نفسه ..
واعلم أنّ المرائي هو المتّصف بالرياء ، وأصل الرياء طلب المنزلة في قلوب الناس بإرائتهم خصال الخير كما حكاه العلاّمة المجلسي (٢) عن بعض المحقّقين ، ثمّ بيّن قدسسره أقسام المرائي على تفصيل فلاحظ.
وحقيقة الرياء هو التقرّب إلى المخلوقين بإظهار الطاعة ، وطلب المنزلة في قلوبهم والميل إلى إعظامهم وتوقيرهم إيّاه ، وإستجلاب تسخيرهم لقضاء حوائجه والقيام بمهمّاته ، وهو الشرك الخفيّ كما أفاده المولى ابن فهد الحلّي (٣).
ثمّ ذكر أنّ علاج الرياء يكون أوّلا بالتدبّر في أحاديث مذمومية الرياء ومحبوبيّة الإخلاص ، وثانياً بتعويد النفس إخفاء العبادات والقناعة بإطلاع الله تعالى وعلمه ، ولا ينازع نفسه إلى طلب علم غير الله .. ولا دواء أنجح من ذلك.
راوياً عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه ، « ما بلغَ عبدٌ حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٨ ، ص ٢١٠ ، باب ٢٣ ، ح ٨٧.
٢ ـ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٨٧.
٣ ـ عدّة الداعي ، ص ٢٠٢.