وأن يُحسن إلى من عصى اللّه (٤٢) ، وأن يستَر عيبَ الناس (٤٣).
يا علي ، وللمنافقِ (٤٤) أربعُ خصال ، يُكثرُ عيوبَ جيرانِه ، وإذا غضبَ لم يَملْك نفسَه ، ولم يَعْفُ ، وأنْ يُسيءَ إلى من أحسَنَ إليه.
______________________________________________________
والإخلاص فلابدّ وأن تصدر منه المحاسن دون المساوىء.
(٤٢) بإرشاده إلى طاعة الله وإنقاذه من معصية الله.
(٤٣) وستر العيوب من شيم الكرام ، ومعالي الاُمور العظام ، في سبيل اللطف والإحسان إلى نوع الإنسان.
(٤٤) المنافق يطلق على معان :
منها ، من يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر وهو المعنى المشهور.
ومنها ، صاحب الرياء .. فيكون المرائي منافقاً.
ومنها ، من يظهر الحبّ ويكون في الباطن عدوّاً ، أو يظهر الصلاح ويكون في الباطن فاسقاً.
ومنها ، من يدّعي الإيمان ولم يعمل بمقتضاه ، ولم يتّصف بالصفات التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها فيكون باطنه مخالفاً لظاهره.
ذكر هذا العلاّمة المجلسي بعد حديث « ثلاث مَنْ كنّ فيه كان منافقاً وإنْ صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ، من إذا ائتمن خان ، وإذا حدّثَ كذب ، وإذا وعد أخلف ».
ثمّ أفاد قدسسره ، كأنّ المراد بالمنافق فيه هو المعنى الأخير (١).
فالمنافق حين لم يعمل بمقتضى اُصول الإيمان يتّصف بتكثير عيوب الجيران ، وعدم إمتلاك الغضب ، وعدم العفو ، والإساءة إلى المحسن.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٢ ، ص ١٠٨.