يا علي ، وللصادقِ (٤٥) أربعُ خصال ، أنَ يَصْدُقَ عند الرهبةِ ، وعند الرَغبةِ ، وعند الشَهوةِ ، وعندَ الرضا ، وعندَ الغضب ، وأن لا يُظهَر مصيبتَه للناس ، وأن لا يدعوَ على من ظَلَمه ، ولا يُظهرَ عبادتَه ولا يشكوَ مصيبَته.
يا علي ، أحسِنْ طَهورَكَ يُباركُ اللّهُ لكَ في رزقِك (٤٦).
______________________________________________________
وقد عقد في الكافي (١) باباً في صفة النفاق والمنافق ، وفي غيره (٢) أيضاً فلاحظ.
(٤٥) الصدق في اللغة هو خلاف الكذب ، وفسّر بمطابقة الخبر للواقع ونفس الأمر.
إلاّ أنّ الصادق واقعاً هو من صدق في دين الله نيّةً وقولا وعملا ـ كما أفاده الشيخ الطريحي (٣) في تفسير قوله تعالى : ( وَكُونُوا مَعَ الصادِقِينَ ) (٤).
والصادق بهذا المعنى الجامع والصدق الإيماني الواقع يكون صادقاً في جميع حالاته في الرهبة والرغبة والرضا والغضب ، وبواسطة نيّة الصدق لا يظهر المصيبة ولا يشكوها ، ويتستّر في العبادة ، بل ينوي الخير ولا يدعو على من ظلمه ، إن كان قابلا للهداية ، أو إن لم يفعل ما يوجب الدعاء عليه.
فلاحظ أخبار فضيلة الصدق في البحار (٥) ، إذا أردت إستقصاء الآثار.
(٤٦) الطهور ـ بفتح الطاء ـ ، في أصل اللغة هو الطاهر المطهِّر ، وفسّر بالطاهر
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٣.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٢ ، ص ١٧٢ ، باب ١٠٣ ، الأحاديث.
٣ ـ مجمع البحرين ، ص ٤٣٧.
٤ ـ سورة التوبة ، الآية ١١٩.
٥ ـ بحار الأنوار ، ج ٧١ ، ص ١ ـ ١٧ ، باب ٦٠ ، الأحاديث.