قد كانَ ما قلتَ ولكن حينَ نزلَ برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمرُ (٣) ، نَزَلَت الوصيّةُ من عندِ اللّهِ كتاباً مسجّلا (٤) ، نَزَل بهِ جبرئيلُ مع أُمناءِ اللّهِ ( تبارك وتعالى ) من الملائكةِ ، فقال جبرئيلُ ، يا محمّد مُر بإخراجِ مَن عندَك إلاّ وصيّك ، ليقبضَها منّا وتُشهِدَنا بدفعِكَ إيّاها إليه ضامناً لها ـ يعني عليّاً عليهالسلام ـ فأمرَ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإخراجِ مَن كانَ في البيت ما خلا عليّاً عليهالسلام وفاطمةُ فيما بين السترِ والباب ، فقال جبرئيلُ ، يا محمَّد ربُّك يقرئكَ السلامَ ويقول : هذا كتابُ ما كنتُ عهدتُ إليك وشرطتُ عليك وشهدتُ به عليك وأشهدتُ به عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمّد شهيداً ، قال : فارتَعَدَتْ مفاصلُ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) فقال : يا جبرئيلُ ربّي هو السَلامُ ومنه السلامُ وإليه يعودُ السلامُ صَدَق ( عزّوجلّ ) وبَرَّ ، هاتِ (٦) الكتاب ، فدفَعه إليه وأمرهُ بدفعهِ إلى أميرِ المؤمنين عليهالسلام فقال له (٧) ، إقرأْهُ ، فقرأهُ حرفاً حرفاً ، فقال :
يا علي هذا عهدُ ربّي ( تبارك وتعالى ) إليَّ ، وشرطُه عليَّ وأمانتُه ، وقد بلّغتُ ونصحتُ وأدّيتُ ،
______________________________________________________
قال الإمام الصادق للإمام الكاظم يا أبا الحسن.
(٣) نزل به الأمر أي حلّ به أمر الوفاة ، ومصيبة الموت.
(٤) أي معهوداً محفوظاً ـ والسجل هو كتاب العهود والأحكام.
(٥) أي ارتعدت مفاصله من هذا العهد الشديد والميثاق الغليظ.
(٦) هات ، اسم فعل بمعنى أعطني .. وهذا خطاب النبي الأعظم لجبرئيل.
(٧) أي قال رسول الله لأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام.