وسلَّم محمّدٌ الأمرَ إلى عليِ بن أبي طالب ، وهذا أمرُ اللّه وطاعتُه ، وولاّه الأمرَ على أن لا نُبوّةَ لعلي ولا لغيرِه بعدَ محمّد ، وكفى باللّهِ شهيداً » (٢٤).
ج ) ثمّ روى العلاّمة المجلسي حديثاً آخر في المقام نقلا عن السيّد الشريف الرضي أعلى الله مقامه في كتاب خصائص الأئمّة عليهمالسلام ، عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن عمّار العجلي الكوفي ، عن عيسى الضرير ، عن الإمام الكاظم ، عن أبيه عليهمالسلام (٢٥) أنّه قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام حين دَفَعَ إليه الوصيّة :
اتّخذْ لها جواباً (٢٦) غداً بين يَدَي اللّهِ تباركَ وتعالى ربِّ العرش ، فإنّي مُحاجُّك يومَ القيامةِ بكتابِ اللّهِ حلالِه وحرامِه ، ومحكمِه ومتشابهِه على ما أنْزَلَ اللّهُ ، وعلى ما أمرتُك (٢٧) ، وعلى فرائِضِ اللّهِ كما أُنزلَتُ ، وعلى الأحكامِ من الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر واجتنابِه (٢٨) ، مع إقامةِ حدودِ اللّهِ وشروطِه ، والاُمورِ كلّها ، وإقامِ الصلاةِ لوقتِها ، وإيتاءِ الزكاةِ لأهلِها ، وحجِّ البيتِ ،
______________________________________________________
(٢٤) بحار الأنوار ، ج ٢٢ ، ص ٤٨١ ، ب ١ ، ح ٢٩. عن كتاب الطرف ، ص ٢١ ـ ٢٢.
(٢٥) وجاء فيها عدّة روايات بنفس السند إخترنا منها الوصايا الآتية فيما يلي.
(٢٦) في الخصائص ، أعدّ لها جواباً.
(٢٧) في المصدر الأصل ، وعلى تبليغه ما أمرتك بتبليغه.
(٢٨) أي إجتناب المنكر وفي الأصل ، وإحيائه ، أي إحياء كلّ واحد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.