يا علي ، إنَّ من اليقينِ (٤) أن لا تُرضي أحداً بسَخَطِ اللّه ،
______________________________________________________
الغفاري في الهامش ، أنّ جميع ما روى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا الكتاب كانت موجودة في كتب الفريقين ، رووها بأسانيدهم المعنعنة عن مشيخة العلم والحديث ، ولذلك لم نتعرّض لتخريجها من كتب الأصحاب.
هذا مع ما أفاده شيخ الإسلام المجلسي في مقدّمة البحار من أنّ أكثر هذا الكتاب في المواعظ والاُصول المعلومة التي لا نحتاج فيها إلى سند (١).
(٤) اليقين في اللغة هو العلم وزوال الشكّ (٢).
وفي بيان العلماء كالمحقّق الطوسي في أوصاف الأشراف ، اليقين هو الإعتقاد الجازم المطابق الثابت الذي لا يمكن زواله.
وله مراتب ثلاثة ، علم اليقين ، وعين اليقين ، وحقّ اليقين.
والفرق بينها ينكشف بمثال اليقين بالنار.
فانّ علم اليقين بالنار هو مشاهدة نورها أو دخانها ، وعين اليقين بها هو مشاهدة جرمها ، وحقّ اليقين بها هو الإحتراق فيها (٣).
وقد جاء في الأحاديث الشريفة بيان فضله وحدّه وعلامته ، وأنّ حدّ اليقين هو أن لا يخاف مع الله أحداً ، بل يعرف أنّ الله هو مدبّر أمره وأنّه هو الضارّ النافع كما تلاحظ ذلك في بابه (٤).
وفي الحديث الثاني من هذا الباب ورد مضمون هذه الوصيّة الشريفة.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ٢٩.
٢ ـ مجمع البحرين ، ص ٥٧٤.
٣ ـ بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٣.
٤ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٥٧.