ولا تَحمِد أحداً بما آتاكَ اللّه ، ولا تَذُمَّ أحداً على ما لم يُؤتِكَ اللّه (٥) ، فإنّ الرزقَ لا يجرُّه حِرصُ حريص ولا تصرفُه كراهةُ كارِه (٦) ، انّ اللّهَ بحكُمه وَفضله جعل الرَّوْحَ (٧) والفَرَحَ في اليقينِ والرضا (٨) ، وجعلَ الهَمَّ والحُزنَ في الشكِّ والسَخَط (٩).
______________________________________________________
(٥) فعلامة وجود اليقين بالله هو العلم بأنّ الله تعالى مالك ضرّه ونفعه ، ومقسّم رزقه على طبق مصلحته ، وأنّه يوصله إليه ويرزقه كيف يشاء.
ولازم هذا الإعتقاد أن لا يُرضي الناس بسخط الله ولا يوافقهم في معصية الله طلباً للرزق ، ولا يحمدهم تزلّفاً لرزق ساقه الله إليه ، ولا يذُمَّهم على ترك صلتهم ما دام كون الرزق من الله تعالى.
(٦) أي الرزق المقدّر المقسوم فإنّه لا يحتاج في وصوله للإنسان إلى حرص ، كما لا يمنع عن وصوله كراهة كاره أو حاسد.
فانّ العبد لو كان في جُحر مخبّأ لأتاه رزقه ، ولم تخطئه قسمته.
نعم لله تعالى الفضل والجود والكرم ، فيسأل الله تعالى الزيادة من فضله والمزيد من رزقه.
(٧) الرَّوح ـ بفتح الراء ـ ، هي الراحة والإستراحة والرحمة ، وسكون القلب.
(٨) فإذا حصل في قلبه اليقين كانت ثمرته الرضا والراحة.
(٩) فإذا لم يُحرز اليقين بل كان في شكّ وعدم إطمئنان النفس ، وفي سخط وعدم رضا القلب كانت ثمرتهما الهمّ والإهتمام وإضطراب النفس في تحصيل الرزق ، والحزن والجزع عند فواته.
وفي الحديث العلوي الشريف ، « لا يجد أحد طعم الإيمان حتّى يعلم أنّ ما