يا علي ، إنّه لا فَقر أشدُّ من الجَهل (١٠) ، ولا مالَ أعودُ من العَقل ، ولا وحدةَ أوحشُ من العُجب (١١) ، ولا مُظاهرةَ أحسنُ من المُشاوَرة (١٢) ، ولا عقلَ كالتدبير ، ولا حَسَب كحُسنِ الخُلُق (١٣) ، ولا عبادةَ كالتفكّر (١٤).
______________________________________________________
أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه » (١).
(١٠) وردت هذه الفقرة في وصيّة الفقيه المتقدّمة الكبيرة فلاحظها مع بيانها.
(١١) أي إعجاب المرء بنفسه ، فانّه يدعو إلى أن يرى الإنسان نفسه فوق الآخرين ومتفرّداً عن الباقين ، فيحسّ بالوحدة والوحشة.
قال المحدّث القمّي : ( العُجب إستعظام العمل الصالح وإستكثاره والإبتهاج له والإدلال به ، وأن يرى الإنسان نفسه خارجاً عن حدّ التقصير. وامّا السرور به مع التواضع له تعالى والشكر له على التوفيق لذلك فهو حسن ممدوح ) (٢).
(١٢) في المحاسن ، « ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ».
(١٣) في المحاسن جاء قبله ، « ولا ورع كالكفّ ».
(١٤) أي التفكّر في آيات الله ونعمه وآلاءه ، وقد جعل الله تعالى التفكّر من أوصاف اُولي الألباب من قوله عزّ اسمه : ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا ما خَلَقْتَ هَذا بَاطِلا ) (٣) وقد جاء مدحه في أحاديثنا الكريمة التي عقد لها باب مستقل.
منها حديث أمير المؤمنين عليهالسلام : ( التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به ).
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، ح ٤.
٢ ـ سفينة البحار ، ج ٦ ، ص ١٥٢.
٣ ـ سورة آل عمران ، الآية ١٩١.