وآفةُ الحَسَبِ الفَخر (١٨).
يا علي ، عليك بالصِّدقِ (١٩) ولا تَخْرج من فيكَ كِذبةٌ أَبداً ، ولا تجترأَنَّ على خيانة أبَداً (٢٠) ،
______________________________________________________
(١٨) الحسب هي الشرافة بالآباء ، وآفته هي المفاخرة والمباهاة بها.
وزاد هنا في المحاسن قوله :
« يا علي ، إنّك لا تزال بخير ما حفظت وصيّتي ، أنت مع الحقّ والحق معك ».
(١٩) الصدق في الكلام هو مطابقته للواقع ، والصدق في الوعد هو الوفاء به.
والصادق حقّاً هو من يصدق في دين الله نيّةً وقولا وعملا (١).
وقد عقد ثقة الإسلام الكليني باباً في الحثّ على الصدق وأداء الأمانة ، وذكر أحاديث أنّ الله عزّوجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البَرِّ والفاجر ، وأنّ من صَدَقَ لسانه زكى عمله ، وأنّ علياً عليهالسلام إنّما بلغ ما بلغ به عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بصدق الحديث وأداء الأمانة فلاحظ (٢).
(٢٠) الخيانة هي مخالفة الحقّ بنقض العهد في السرّ ، وهي نقيض الأمانة (٣).
فكلّ ما كان نقضاً للعهد سرّاً فهي خيانة سواء أكان في الدين أم في المال أم في الأهل أم في غيرها.
وقد عقد العلاّمة المجلسي في ذمّها باباً من الأحاديث منها قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، « من خان أمانةً في الدنيا ، ولم يردّها إلى أهلها ثمّ أدركه الموت مات على غير ملّتي ، ويلقى الله وهو عليه غضبان » و « الأمانة تجلب الغنا ، والخيانة تجلب الفقر »
__________________
١ ـ مجمع البحرين ، ص ٤٣٧.
٢ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤.
٣ ـ مجمع البحرين ، ص ٥٥٦.