والخوفِ من اللّهِ كأنّكَ تراه (٢١) ، وابذِلْ مالَكَ ونفسَك دونَ دينِك (٢٢) ، وعليكَ بمحاسنِ الأخلاقِ فاركبْها (٢٣) ، وعليكَ بمساوىءِ الأخلاقِ فاجتنْبها.
يا علي ، أحبُّ العملِ إلى اللّهِ ثلاثُ خصال ، من أتى اللّهَ بما افتَرضَ عليه فهو من أعبدِ الناس ، ومن وَرِعَ عن محارِم اللّهِ فهو من أورعِ الناس ،
______________________________________________________
و « ليس منّا من خان مسلماً في أهله وماله » (١).
(٢١) ومبدأ الخوف من الله تعالى هو معرفة عظمة الخالق ووعيده ، وتصوّر أهوال البرزخ والقيامة ، وإدراك قهره وعقابه.
فيلزم الخوف من الله تعالى خوف من يشاهده بعينه ، وإن كانت هذه الرؤية مستحيلة ، إلاّ أنّ رؤية الله تكون بالقلوب ولم تره العيون بمشاهدة الأبصار بل رأته القلوب بحقائق الإيمان وفي حديث إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام ، « يا إسحاق خف الله كأنّك تراه ، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك ، وإنْ كنتَ ترى أنّه لا يراك فقد كفرت ، وإنْ كنتَ تعلم أنّه يراك ثمّ برزت له بالمعصية فقد جَعلْتَهُ من أهون الناظرين عليك » (٢).
(٢٢) فإنّ بقاء الدين يُفدّى بالنفس والنفيس والمال والمنال ، فيُبذل المال والنفس في سبيل الدين.
(٢٣) يقال : رَكبَ الأمر أي فعله ـ وهذا أمر بإتيان المحاسن الأخلاقية ـ وما بعده أمرٌ باجتناب المساويء الأخلاقية.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ١٧٠ ، باب ٥٨ ، الأحاديث.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٥ ، باب ٥٩ ، ح ٢.