يا علي ، ثلاثٌ من لم يكنَّ فيه لم يَقُمْ له عمل (٣٧) ، وَرَعٌ يحجزهُ عن معاصي اللّهِ عزّوجلّ ، وعلمٌ يَرُدّ به جهلَ السفيه ، وعقلٌ يداري به الناس.
يا علي ، ثلاثةٌ تحت ظلِّ العرش يومَ القيامة (٣٨) ، رجلٌ أحبَّ لأخيه ما أحبَّ لنفسه ، ورجلٌ بلغهُ أمرٌ فلم يقدمْ فيه ولم يتأخّرْ حتّى يعلَم أنّ ذلك الأمرُ للّهِ رضىً أو سَخَط (٣٩) ، ورجلٌ لم يَعَبْ أخاهُ بعيب حتّى يُصلَح ذلكَ العيبَ من نفسِه ، فإنّه كلّما أصلَحَ من نفسِه عيباً بَدا لهُ منها آخر ، وكفى بالمرءِ في نفسِه شُغلا (٤٠).
______________________________________________________
أربعون ألف حسنة ، ويُمحى عنه أربعون ألف سيّئة ، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكان كإنّما عَبَد الله مائة سنة صابراً محتسباً.
(٣٧) أي لا يستقيم عمله ، ووردت هذه الفقرة في وصيّة الفقيه أيضاً ، إلاّ أنّ فيها لم يتم عمله ، أي كانت أعماله غير كاملة أو غير مقبولة لتأثير الورع في الطاعات ، وتأثير الحلم والعلم في المعاشرات.
(٣٨) وهو أشرف موضع من حيث السمو والكرامة والراحة في ذلك المشهد العظيم ، واليوم الرهيب.
وتلاحظ معنى العرش في كتاب التصحيح (١) ، وتفصيل بيانه في الحديث الشريف (٢).
(٣٩) فيقدم على ما فيه رضا الله ، ويتأخّر عمّا فيه سخط الله تعالى.
(٤٠) وبهذا يعلم أنّه لا يعيب أخاه أبداً ودائماً بواسطة إشتغاله بعيوب نفسه وإصلاحها.
__________________
١ ـ تصحيح الإعتقادات ، ص ٧٥.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٥٨ ، ص ١ ، باب ١ ، الأحاديث.