يا علي ، ثلاثٌ من أبوابِ البرِّ (٤١) ، سخاءُ النّفسِ ، وطيبُ الكلام ، والصبرُ على الأذى.
يا علي ، في التوراةِ أربعٌ في جنبهِنّ أربع (٤٢) ، من أصبحَ على الدنيا حريصاً أصبحَ وهو على اللّهِ ساخِط (٤٣) ، ومن أصبحَ يشكُو مصيبةً نزَلتْ بهِ فإنّما يشكُو ربّه (٤٤) ، ومن أتى غنيّاً فتضَعْضَعَ لهُ (٤٥) ذهَب ثُلثا دينِه ، ومَن دخَل النارَ من هذه الأُمّةِ فهو مَنْ اتّخذَ آياتِ اللّهِ هُزُواً ولَعْباً (٤٦).
أربعٌ إلى جنبهِنّ أربع ، من مَلِكَ استأثَر (٤٧) ،
______________________________________________________
(٤١) البرّ ـ بالكسر ـ ، إسم جامع للخير كلّه ، وهذه الثلاثة المذكورة أبواب وطرق للخيرات الكثيرة.
(٤٢) أي متقارنات ، فبوجود كلّ منها يوجد قرينه.
(٤٣) فإنّه إذا كان حريصاً وهمّه وجهده الدنيا غضب إذا حُرِم من شيء منها فيكون ساخطاً غير راض من الله تعالى الذي هو القاسم.
(٤٤) فانّ الشكوى والشكاية هي الإخبار بسوء الفعل ويلزم أن تكون الشكوى إلى الخالق لا الخلق ، ثمّ المفروض هو الإسترجاع والصبر عند المصيبة لا الشكاية حتّى يكون شاكياً ربّه.
(٤٥) أي خضع له وذلّ لغناه.
(٤٦) أي أنّه إذا اتّخذ آيات الله هزواً ولعباً قارنه دخول النار.
(٤٧) الإستيثار هو الإنفراد والإستبداد ، يُقال استأثر بالشيء أي استبدّ به ، وطبيعة الملوكية وعزّتها توجب الإستبداد بالرأي إلاّ من عصمه الله تعالى وأعانه ووفّقه.