يا علي ، أربعٌ مَنْ يكُنَّ فيه كُمَل إسلامُه ، الصدقُ ، والشكُر ، والحياءُ ، وحسنُ الخلق (٦٣).
يا علي ، قلّةُ طلبِ الحوائج من الناسِ هو الغِنى الحاضِر ، وكثرةُ الحوائجِ إلى الناسِ مَذلّةٌ وهو الفقرُ الحاضر (٦٤) (٦٥).
______________________________________________________
(٦٣) فإنّها من جوامع صفات الخير في الدين الحنيف ، بحيث ورد فيها الحديث عن مولانا الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، « أربع من كُنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدّلها الله حسنات ، الصدق ، والحياء ، وحسن الخُلُق ، والشكر » (١).
إشارة إلى قوله تعالى : ( إلاّ مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلا صالحاً فاُولئكَ يُبَدّلُ اللّهُ سيّئاتِهمْ حَسَنات وكانَ اللّهُ غَفُوراً رَحيماً ) (٢).
(٦٤) فإنّ خير الغنا غنى النفس ، ونفس عدم السؤال من الناس استغناء عنهم ، فيكون قليل الطلب غنيّاً بالفعل ، وكثير الطلب محتاجاً بالفعل ..
ولذلك كانت قلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الموجود ، وكثرة طلب الحوائج من الناس هو الفقر الموجود وإن كان صاحب الطلب كثير ذات اليد.
ونفس قلّة السؤال توجب العزّة عند الناس ، وقطع الطمع يوجب العون من الله وتيسير الحوائج.
وفي حديث عبدالأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « طلب الحوائج إلى الناس إستلاب للعزّ ، ومذهبة للحياء ، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٧.
٢ ـ سورة الفرقان ، الآية ٧٠.