يا علي ، إنّ اللَّه يعجبُ من عبدِه (٤) إذا قال : « ربِّ اغفرْ لي فإنُّه لا يغفُر الذنوبَ إلاّ أنت » .. يقول : يا ملائكتي ، عبدي هذا قد عَلِمَ أنّه لا يغفُر الذنوبَ غيري ، اشهدُوا أنّي قد غفرتُ له.
يا علي ، إيّاكَ والكِذب ، فإنّ الكذبَ يُسوّد الوجه ، ثمّ يُكتب عندَ اللّهِ كذّاباً ، وإنّ الصدقَ يبيّضُ الوجهَ ويُكتبُ عند اللّهِ صادقاً ، واعلم أنّ الصدقَ مباركْ والكذبُ مشؤوم (٥).
يا علي ، إحذر الغيبةَ والنميمةَ ، فإنّ الغيبةَ تُفطر ، والنميمةَ توجب عذابَ القبر (٦).
يا علي ، لا تحلفْ باللّهِ كاذباً ، ولا صادقاً من غير ضرورة ، ولا تجعل اللّهَ عُرضَةً ليمينك (٧) ،
______________________________________________________
(٤) أي يُعجبه ذاك من عبده ويستحسنه.
(٥) وقد تقدّم النهي عن أن تخرج من فيك كذبة أبداً.
وقد نهى الله تعالى عنه بمثل قوله (١) : ( إنَّ اللّهَ لا يَهدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفّار ) ووردت الروايات المتظافرة على ذمّه والنهي عنه بما يقارب خمسين حديثاً (٢).
(٦) مرّ بيان معنى الغيبة والنميمة والتحذير منهما في الوصايا المتقدّمة.
(٧) العُرضة يطلق على كلّ ما يصلح للشيء ويعدّله أي لا تجعل اليمين والحلف بالله تعالى شيئاً معدّاً مبتذلا في كلّ حقّ وباطل إشارة إلى قوله تعالى : ( ولا تَجْعلُوا اللّهَ عُرضَةً لأَيْمانِكُم ... ) (٣).
__________________
١ ـ سورة الزمر ، الآية ٣.
٢ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٢ ، ص ٢٣٢ ، ب ١١٤.
٣ ـ سورة البقرة ، الآية ٢٢٣.