فإنّ اللَّه لا يرحمُ ولا يرعى من حَلَف باسمِه كاذباً.
يا علي ، لا تهتمَّ لرزقِ غَد ، فإنّ كلّ غد يأتي رزقُه (٨).
يا علي ، إيّاكَ واللجاجة ، فإنّ أوّلَها جهل وآخرَها نَدامة (٩).
يا علي ، عليكَ بالسواكِ ، فإنّ السواكَ مطهّرةٌ للفمّ ، ومرضاةٌ للربّ ، ومجلاةٌ للعين (١٠) ، والخِلال (١١) يحبّْبك إلى الملائكةِ ، فإنّ الملائكةَ تتأذّى بريح فم من لا يتخلّلُ بعدَ الطعام.
يا علي ، لا تغَضبْ فإذا غضبتَ فاقُعد ...
______________________________________________________
(٨) فإنّ الرزق مقسوم يأتي للإنسان من حيث لا يعلم ، بل من حيث لا يقدر على كسب ولا حيلة كما في رحم اُمّه وحين رضاعه فلا يحسن الإهتمام به ، نعم زيادته للتوسعة على العيال حسنةٌ فيقع الطلب لزيادته وإعانة عائلته.
(٩) فاللجاجة هي التَّمادي في الخصومة ، وهو ينشأ من الجهل ، والعالم لا يفعل ذلك ، فإذا كان ناشئاً من الجهالة كان مورثاً للندامة.
(١٠) مرّ بيانه وفضله في وصيّة الفقيه المتقدّمة فراجع.
(١١) الخِلال بالكسر هو ما يتخلّل به ما بين الأسنان ، وهو من السنن التي نزل بها جبرئيل عليهالسلام ، أمر به في الوضوء وبعد الطعام ، والتخليل بعد الطعام مصحّح للفمّ والنواجذ وجالب للرزق.
ومن آدابه أنّ ما أُخرج بالخلال يُرمى به ولا يشرب الماء بعده حتّى يتمضمض ثلاثاً ، وأن لا يكون بعود الرمّان والريحان والخوص والقصب بل بما سواها ، كما تلاحظ في آداب الخلال (١).
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق ، ج ١ ، ص ٣٢٩.