أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال :
يا علي ، إذا دَخَلَت العَرُوس بيتَك فاخلَعْ خفَّيها حين تجلِس ، واغسل رجلَيها وصُبَّ الماءَ من باب دارِك إلى أقصى دارِك ، فإنّكَ إذا فعلْتَ ذلك أخرجَ اللّهُ من بيتِك سبعينَ ألفِ لون من الفقر (٢) ، وأَدْخَلَ فيه سبعين ألف لون من البركة ،
______________________________________________________
فقرات هذه الوصيّة لجلالة قدر المخاطَب بها ، لكن يمكن توجيهه بأنّه وإنْ كان الخطاب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، إلاّ أنّه في صدد بيان الحكم الشرعي للمكلّفين من طريق باب علم النبي الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما يشهد به قرينة التعبير بقوله ، « ولا ينظرنَّ أحدٌ » ، وقوله ، « من كان جنباً ».
مع أنّ بعض مضامينها وردت في الروايات الاُخرى المعتبرة للهداة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين. وأضاف صاحب الجواهر قدسسره (١) في رفع الإشكال المتقدّم الجواب بقوله :
« لعلّ سوء التعبير من الرواة ، وأمّا نفس الحكم فإنّ الله لا يستحي من الحقّ ».
وعلى الجملة فالحديث ممّا يمكن الإعتماد عليه ، بحصول الإطمئنان به ، وقد أفتى بطبق بعض مضامينه الأعلام العظام.
(٢) أي سبعين ألف نوع من الفقر ، فإنّ الفقر عند العرب بمعنى الإحتياج ، ومن المعلوم أنّ الإحتياج يكون إلى اُمور كثيرة ، فيكون للفقر أنواع كثيرة. أغنانا الله تعالى بفضله.
__________________
١ ـ جواهر الكلام ، ج ٢٩ ، ص ٦٢.