فقال عليهالسلام ، لمّا أنزَلَ اللّهُ سبحانَه قوله : ( الم * أَحَسِبَ الناسُ أن يُتركُوا أن يَقولُوا آمنّا وهُم لا يُفتَنُون ) (٣) علمتُ أنّ الفتنَةَ لا تَنزل بنا ورسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بينَ أظهرِنا (٤).
فقلت ، يا رسولَ اللّه ، ما هذه الفتنةُ التي أَخبَرَك اللّهُ بها؟
فقال : يا علي ، إنّ اُمّتي سيُفتنون من (٥) بَعدي.
______________________________________________________
المروي عن أبي عبدالله عليهالسلام » (١).
(٣) سورة العنكبوت ، الآية ١ ـ ٢.
(٤) وذلك باعلام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ الفتنة تكون بعده فحصل بذلك العلم له عليهالسلام كما أفاده في المنهاج (٢) إستناداً إلى حديث الإمام الصادق عليهالسلام أنّه لمّا نزلت هذه الآية قال صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لابدّ من فتنة تبتلى بها الاُمّة بعد نبيّها ليتعيّن الصادق من الكاذب ، لأنّ الوحي قد إنقطع وبقي السيف وإفتراق الكلمة إلى يوم القيامة (٣).
(٥) في طبعة صبحي الصالح ، « بعدي » بدون كلمة من.
وقوله ، سيفتنون بمعنى تصيبهم الفتنة ـ والفتنة المستظهرة هنا هي الفتنة والإختبار بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام للأحاديث الواردة في ذلك نظير ما روى عن علقمة وأبي أيّوب الوارد في غاية المرام (٤) ، « أنّه لمّا نزلت ( الم أحَسِب الناسُ ) الآيات ، قال النبي لعمّار ، إنّه سيكون من بعدي هناة حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضاً ، وحتّى يتبرّء بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك
__________________
١ ـ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٢٧٢.
٢ ـ منهاج البراعة ، ج ٩ ، ص ٢٩٣.
٣ ـ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ١١٠.
٤ ـ غاية المرام ، ص ٤٠٣ ، ب ٢٥ ، ح ٣.