وقال : يا علي (١٠) إنّ القومَ سيُفتنون بَعدي بأموالهم (١١) ، ويَمُنُّون بدينِهِم على ربّهم (١٢) ، ويَتمنَّون رحمتَه ، ويأمنُون سطوتَه (١٣) ، ويستحلّونَ حرَامه بالشبهاتِ ...
______________________________________________________
البشرى لا من مواقع الصبر.
قال ابن أبي الحديد في الشرح بالنسبة إلى جوابه عليهالسلام أنّه ، « كلامٌ عال جدّاً يدلّ على يقين عظيم وعرفان تامّ ، ونحوه قوله ـ وقد ضربه ابن ملجم ـ ، فزتُ وربّ الكعبة » (١).
(١٠) بيَّن صلوات الله عليه وآله لأمير المؤمنين بعد الإشارة إجمالا إلى الفتنة تفصيل بيان الفتنة وشرح حال المفتونين وكيفيّة افتتانهم بما يلي بيانه :
(١١) كما قال عزّ إسمه : ( أنّما أموالُكُم وأولادُكم فِتْنَة ) (٢).
(١٢) كما قال عزّ شأنه : ( يَمُنُّونَ عليكَ أنْ أسلَمُوا قُلْ لا تَمُنّوا عَلَيّ إسلامَكُم بل اللّهُ يَمُنُّ عليكُم أنْ هداكُم للإيمان ) (٣).
(١٣) كما قال عزّ وجهه : ( أفأَمِنُوا مكَر اللّهِ فلا يأمَنُ مكَر اللّهِ إلاّ القومُ الخاسرُون ) (٤).
والسطوة هي العقوبة التي تأخذهم بغتةً .. فإنّ الأمن من سخط الله كاليأس من رحمته هما من الكبائر الموبقة ، وتمنّي الرحمة مع عدم المبالاة في الدين والأمن من سطوة ربّ العالمين من صفات الجاهلين والمفتونين.
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٩ ، ص ٢٠٧.
٢ ـ سورة الأنفال ، الآية ٢٨.
٣ ـ سورة الحجرات ، الآية ١٧.
٤ ـ سورة الأعراف ، الآية ٩٩.