وعليك بالصَّومِ فإنّه زكاةُ البَدَن وجُنّةٌ لأهلِه ، وجاهِدْ نفسَك ، واحذرْ جليسَك ، واجتنبْ عدوَّك ، وعليكَ بمجالِس الذِّكْر ، وأكْثِر من الدُعاء فإنّي لم آلِكَ يا بُنيّ نُصحاً (٢١) ، وهذا فراقُ بيني وبينَك.
واُوصيك بأخيك محمد خيراً فإنّه شقيقُك وابنُ أبيك ، وقد تَعْلمُ حبّي له.
وأمّا أخوك الحسينُ فهو ابن اُمِّك ، ولا أزيد الوصاةَ بذلك ، واللّهُ الخليفةُ عليكم ، وإيّاه أسألُ أنْ يصلحَكُم ، وأن يكُفَّ الطغاةَ البغاةَ عنكم ، والصّبر الصّبر حتّى يتولّى (٢٢) اللّهُ الأمر ، ولا قوّةَ إلاّ باللّهِ العليّ العظيم (٢٣).
______________________________________________________
ثمّ بيّن العلاّمة المجلسي قدسسره جعل السبيل إلى الجنّة أنّ الله تعالى خيّرهم بين العتق والإطعام بقوله : ( فَكُّ رقَبة أو إطعامٌ ) الآية.
(٢١) ألّى تأليةً ، قصّر وابطأ ، ولم يألُ جهداً أي لم يقصّر في جهده ولم يألُ في النصيحة أي لم يقصّر فيها.
(٢٢) في البحار ، حتّى ينزل الله الأمر.
(٢٣) أمالي الشيخ المفيد ، ص ٢٢٠ ، المجلس السادس والعشرون ، ح ١. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه ، ص ٧ ، المجلس الأوّل ، ح ٨. ونقله عنهما في البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٠٢ ، ب ١٢٧ ، ح ٧. وفي مستدرك الوسائل ، ج ١١ ، ص ٣٨٣ ، ب ٥١ ، ح ٢ ، المسلسل ١٣٣١٩.