يا علي ، أنتَ إمامُ اُمّتي وخليفتي عليها بَعدي ، وأنت قائدُ المؤمنينَ إلى الجنّةِ وكأنّي أنظرُ إلى إبنتي فاطمة قد أقبلَتْ يومَ القيامةِ على نجيب (٣) من نور عن يمينِها سبعونَ ألف ملك ، وعن يسارِها سبعونَ ألف ملك ، وبين يديها سبعونِ ألف ملَك ، وخلفها سبعونَ ألفَ مَلَك ، تقود مؤمناتِ اُمّتي إلى الجنّةِ (٤).
فأيُّما امرأة صَلَّت في اليومِ والليلةِ خمسَ صلَوات ، وصامَت شهرَ رمضان ، وحجَّت بيتَ اللّهِ الحرام ، وزكّت مالَها وأطاعَت زوجَها ، ووالَت علياً ، بعدي دَخَلَت الجنّةَ بشفاعةِ إبنتي فاطمة (٥) وإنّها لسيّدةُ نساءِ العالمين ، فقيل يا رسولَ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أهي سيّدةٌ لنساءِ عالمِها فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ذاك لمريمَ بنتِ عِمران ، فأمّا إبنتي فاطمةُ فهي سيّدةُ نساءِ العالمينَ من الأوّلينَ والآخرِين ، وإنّها لتقومُ في محرابها فيُسلّم عليها سبعونَ ألفِ مَلَك من الملائكةِ المقرّبين وينادونَها بما نادَت به الملائكةُ مريمَ فيقولونَ ، يا فاطمةُ إنّ اللّهَ إصطفاكِ وطهّركِ وإصطفاكِ على نساءِ العالمين ، ثمّ التفت إلى علي عليهالسلام ، فقال :
______________________________________________________
(٣) النجيب هو الفاضل من كلّ حيوان والنفيس منه ، ونجائب الإبل هي الإبل القويّة الخفيفة السريعة.
(٤) وهذا موكب الجلالة لها ، حتّى يعرف الناس قدرها ، بعد أن كانت في الدنيا مجهولة القدر والقبر معاً.
(٥) فانّها صاحبة المقام السامي للشفاعة من الله الغفّار ، فتشفع لشيعتها