فقال (٣) ، أنْ تؤمنَ باللّهِ وحدَه لا شريك له ، وتعبده ولا تعبد غيرَه ، وتقيمَ الصلاة بوضوء سابغ (٤) في مواقيتِها ولا تؤخرَها فإنّ في تأخيرِها مِن غيرِ علّة غضبُ اللّهِ عزّوجلّ ، وتؤدّيَ الزكاةَ ، وتصومَ شهرَ رمضان ، وتحجَّ البيتَ إذا كان لك مالٌ وكنتَ مستطيعاً ، وأنْ لا تَعُقَّ والدَيك (٥) ، ولا تأكلَ مالَ اليتيمِ ظُلماً ، ولا تأكلَ الرّبا ، ولا تشربَ الخَمرَ ولا شيئاً من الأشربةِ المسكرة ، ولا تزني ، ولا تلُوطَ ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تَحلفَ باللّهِ كاذباً ، ولا تسرقَ ، ولا تشهدَ شهادةَ الزُّور لأحد قريباً كان أو بعيداً ، وأنْ تقبلَ الحقَّ ممّن جاء بهِ صغيراً كان أو كبيراً ، وأنْ لا تركَنَ إلى ظالمِ ...
______________________________________________________
(٣) بَيّن صلوات الله عليه وآله لأمير المؤمنين أربعين حديث حكمة وموعظة في العقيدة والعمل للدنيا والآخرة.
واعلم أنّه عقد العلاّمة المجلسي باباً في فضل حفظ أربعين حديثاً تلاحظه في البحار (١) من ذلك انّه يبعثه الله تعالى يوم القيامة عالماً فقيهاً وتشمله الشفاعة.
والحديث الجامع للأربعين حديث هو حديث الوصيّة هذه التي ينبغي حفظها ليُعدّ الإنسان من حفظة الأربعين.
(٤) إسباغ الوضوء هو إتمامه وإكماله وإفاضة الماء فيه كاملا ، وإيصاله إلى مواضعه شاملا ، وإيفاء كل عضو حقّه.
(٥) يقال : عقّ الولد أباه ، إذا آذاه ، وعصاه ، وترك الإحسان إليه ، وأصله من العقّ وهو الشقّ والقطع كما تقدّم.
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٢ ، ص ١٥٣ ، ب ٢٠ ، الأحاديث.