وأنْ لا تخالطَ الكذّابين ، وأنْ لا تغضب إذا سمعتَ حقّاً ، وأنْ تؤدِّبَ نفسَك وأهلَك وولدَك وجيرانَك على حسب الطّاقة ، وأنْ تعملَ بما علمتَ ، ولا تعاملنّ أحداً من خلقِ اللّه عزّوجلّ إلاّ بالحقّ ، وأنْ تكونَ سهلا (١٠) للقريبِ والبعيد ، وأن لا تكونَ جبّاراً عنيداً وأنْ تُكثِرَ من التسبيحِ ، والتهليلِ ، والدعاءِ ، وذِكْرِ الموت ، وما بعدَه من القيامةِ والجنّةِ والنار ، وأنْ تُكثرَ من قراءةِ القرآنِ وتعمل بما فيه ، وأن تستغنِمَ البِرَّ والكرامةَ بالمؤمنينَ والمؤمنات ، وأنْ تنظرَإلى كلِّ ما لا ترضى فعلَه لنفسِك فلا تفعلْه بأحد من المؤمنين (١١) ، ولا تملَّ من فعلِ الخير ، وأنْ لا تُثقلَ على أحَد ، وأن لا تمنَّ على أحد إذا أنعمتَ عليه ، وأنْ تكونَ الدّنيا عندَك سجْناً حتّى يجعلَ اللّهُ لك جنّة (١٢).
فهذه أربعون حديثاً (١٣) مَنْ استقامَ عليها وحفِظها عنّي من اُمّتي دخلَ الجنّةَ برحمةِ اللّه ،
______________________________________________________
(١٠) سَهُل الشيء خلاف صَعُب ، وأرضٌ سهلة أي لا صلابة فيها.
(١١) وهذه الحكمة كأخواتها من أبلغ المواعظ الجامعة التي إنْ عُمل بها انتشر الخير والصلاح والسداد ، وارتفع الشرّ والشقاق والفساد ، بالنسبة إلى كلّ جماعة وعائلة ، بل كلّ اُمّة ودولة ، بل كلّ البشرية جمعاء.
(١٢) فإنّ الدنيا بالنسبة إلى الاُخرى وبلحاظ نعيم الآخرة تُعد سجناً للمؤمن وإنْ كانت جنّةً للكافر وجميلةً في الظاهر.
(١٣) أي أربعون رواية مجموعة ، وقد إشتمل بعضها على حِكَم متعدّدة وأحكام عديدة.