وإذا قال : حيَّ على الصّلاةِ ، فإنّه يقول : يا اُمّةَ أحمد ، دينٌ قد أظهرُه اللّهُ لكُم ورسولُه فلا تُضيّعوه ، ولكنْ تَعاهُدوا (٤) يغفِر اللّهُ لكم ، تَفرّغوا لصلاتِكم فإنّها عِمادُ دينِكم.
وإذا قال : حَيَّ على الفَلاحِ ، فإنّهُ يقول : يا اُمَّةَ أحمد ، قد فتَحَ اللّهُ عليكم أبوابَ الرَّحمةِ ، فقومُوا وخذُوا نصيبَكم من الرّحمةِ تَربحُوا الدُنيا والآخرةِ.
وإذا قال : حَيَّ على خَيرِ العَمل (٥) ، فإنّه يقول : ترحَّمُوا على أنفسِكم ، فإنَّه لا أعلمُ لكُم عملا أفضلَ من هذِه ، فتفرّغُوا لصلاتِكم قبلَ النَّدامةِ.
وإذا قال : لا إلَه إلاّ اللّهُ ، فإنّهُ يقول : يا اُمَّة أحمد إعلمُوا أنّي جعلتُ أمانةَ سبعِ سَماوات وسبعِ أرضين في أعناقِكم ، فإنْ شئتُم فاقبلُوا وإنْ شئتُم فأدبِرُوا ، فمَن أجابني فقد رَبِح ومَن لم يُجْبني فلا يضرُّني.
ثمّ قال : يا علي ، الأذانُ نورٌ ، فمن أجابَ (٦) نجا ،
______________________________________________________
(٤) أي تعاهدوا هذا الدين وتحفّظوا عليه.
(٥) هكذا في البحار والمستدرك ، وقد أثبتناه هنا وإن كان في المصدر ، وإذا قال الله أكبر ، الله أكبر.
(٦) أي أجاب دعوات الأذان المتقدّمة في تفسير الأذان ، وأجاب دعواته إلى الصلاة والفلاح وخير العمل بواسطة قوله ، حيّ على الصلاة ، وعلى الفلاح ، وعلى خير العمل.
فإنّ كلمة حيّ معناها هلُمَّ وأَقبِل ، وهي دعوة ممّن يدعو إلى الله وهو المؤذّن فتستدعي الجواب.