جعلهم الحفظة لهذا الدين والأوصياء الخلفاء لسيّد المرسلين ، والمظهرين لأحكام الشرع المبين فكانوا نجوم الهداية وسفن النجاة التي من تمسّك بها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى.
وجعل سيّدهم وسندهم أمير المؤمنين وسيّد الوصيين باباً لمدينة علم نبيّه وهادياً لاُمّته ، محوراً للحقّ وكشّافاً للحقيقة ، وعلّمه النبي ألف باب من العلم ينفتح من كلّ باب منها ألف باب .. كما ثبت بالطرق المتواترة من الخاصّة والعامّة .. (١).
وكان ممّا أفاض عليه من العلم والحكمة وصاياه الجامعة ، ومواعظه النافعة ، ومعالمه البارعة التي جمعت الخير الكامل وحثّت على أسنى الفضائل.
وقد كانت وصاياه له عليهالسلام بالمقدار الكثير الكثير الذي لم يتحقّق وِزانُه لأيّ واحد من الأصحاب ولا لفرد آخر من الأطياب .. بل خصّه النبي بها وجعله الباب إليها ، ليرتوي منه المؤمنون ، وينتهل من نميره المسلمون ، بل يهتدي به الخَلَف أجمعون ، فتكون خير دليل لخير سبيل ، وكفاها سموّاً أنّها صدرت من أفصح من نطق بالضّاد لأفصح الناس بعده من العباد.
وحسبها علوّاً أنّها وصايا أرشد إليها عقل الكلّ لكلّ العقل.
ويكفيها رفعةً أنّها أوصى بها سيّد الأنبياء الذي عصمه الله تعالى بقوله : ( وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) لسيّد العترة الذي طهّره الله عزّوجلّ
__________________
١ ـ لمزيد المعرفة لاحظ أحاديث الفريقين في أنّ علياً عليهالسلام وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من طرق الخاصّة مائة حديث ومن طرق العامّة سبعون حديثاً ، في غاية المرام ، ص ١٥٠ ـ ١٩٠ ، وفي انّ علياً عليهالسلام باب علم الرسول صلوات الله عليه وآله ومدينة علمه وحكمته من طرق الخاصّة أربعون حديثاً ، ومن طرق العامّة ثلاثة وعشرون حديثاً ، في غاية المرام ، ص ٥١٧ ـ ٥٢٤ ، ويمكنك ملاحظة الأدلّة الوافية على وصاية الأئمّة عليهمالسلام في كتابنا العقائد الحقّة ، ص ٢٩٠.
٢ ـ سورة النجم ، الآية ٣ و ٤.