بقوله : ( ... إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١).
هذا هو موضوع الكتاب الذي بين يديك ، وكان المرجوّ فيه أن يجمع وصايا الرسول لزوج البتول.
واعلم أنّ الوصيّة لغةً هو التقدّم إلى الغير بما يعمل به مقترناً بوعظ .. مأخوذة من قولهم ، أرض واصية أي متّصلة النبات (٢).
إذ الوصيّة في الأصل فعيلة بمعنى الإتّصال من وصى يصي إذا وصل الشيء بغيره (٣).
وقد قالوا وصي البيت إذا اتّصل بعضه ببعض .. فكأنّ الموصي بالوصيّة وصل جلّ اُموره بالموصى إليه ، والوصية والأمر والعهد بمعنى واحد ، كما في مجمع البيان (٤) عند قوله تعالى : ( وَوَصّى بِها إبراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إلاّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ ) (٥).
وعليه فالوصية في مؤدّاها هي : ( العهد الذي يؤخذ على الإنسان في مجال النصح ، والحثّ على الفضائل والأخلاق الحسنة ، وفعل الخيرات وإجتناب المنكرات ) (٦).
ولذا قال في اللسان ، « أوصى الرجل ووصّاه ، عهد إليه » (٧).
__________________
١ ـ سورة الأحزاب ، الآية ٣٣.
٢ ـ مفردات الراغب ، ص ٥٢٥.
٣ ـ مجمع البحرين ، ص ٩٣.
٤ ـ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢١٣.
٥ ـ سورة البقرة ، الآية ١٣٢.
٦ ـ وصايا الرسول ، ص ٩.
٧ ـ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٩٤.