وآدم من طين والنار تحرق كل شيء (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ) [الإسراء : ٦٢] فصدق ظنه ، أو قال يا رب أرأيت هؤلاء الذين كرمتهم عليّ إنك لا تجد أكثرهم شاكرين ظنا منه فصدق ظنه ، أو ظن أنه أن أغواهم وأضلهم أجابوه وأطاعوه فصدق ظنه.
(فَاتَّبَعُوهُ) الضمير للظن ، أو لإبليس.
(وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سبأ : ٢٣].
(لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) في الشفاعة ، أو فيمن يشفع له.
(فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) جلي عنها الفزع ، أو كشف عنها الغطاء يوم القيامة ، أو دعوا فأجابوا من قبورهم من الفزع الذي هو الدعاء والاستصراخ فسمي الداعي فزعا والمجيب فزعا ، أو فزع من قلوب الشياطين ففارقوا ما كانوا عليه من إضلال أوليائهم ، أو الملائكة فزعوا لسماع الوحي من الله لانقطاعه ما بين عيسى ومحمد فخروا سجدا خوف القيامة.
(قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ) أي الوحي وفرّغ بالمعجمة من شك وشرك يوم القيامة فقالت لهم الملائكة : ماذا قال ربكم في الدنيا قالوا : الحق.
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سبأ : ٢٤].
(يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ) المطر ومن الأرض النبات ، أو رزق السموات ما قضاه من أرزاق عباده ورزق الأرض ما مكنهم فيه من مباح.
(وَإِنَّا) نحن على هدى ، وإياكم في ضلال ، فتكون أو بمعنى الواو ، أو معناه أحدنا على هدى والآخر على ضلال كقول القائل بل أحدنا كاذب دفعا للكذب عن نفسه وإن أحدنا لصادق إضافة للصدق إلى نفسه ودفعا له عن صاحبه ، أو معناه الله يرزقنا وإياكم كنا على هدى ، أو في ضلال مبين.
(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [سبأ : ٢٦].
(يَفْتَحُ) يقضي لأنه بالقضاء يفتح وجه الحكم.
(بِالْحَقِّ) بالعدل.
(الْعَلِيمُ) بالحكم ، أو بما يخفون ، أو بخلقه.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سبأ : ٢٨].
(كَافَّةً لِلنَّاسِ) كافا لهم عن الشرك والهاء للمبالغة أو أرسلناك إلى الجميع تضمهم ومنه