خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) [النور : ٤٣].
(يُزْجِي) يسوق. (رُكاماً) يركب بعضه بعضا. (الْوَدْقَ) البرق يخرج من خلال السحاب ، أو المطر عند الجمهور.
(مِنْ جِبالٍ) أي في السماء جبال برد فينزل من السماء من تلك الجبال ما يشاء من البرد ، أو ينزل من السماء بردا يكون كالجبال ، أو السماء : السحاب والسماء صفة للسحاب سمي جبالا لعظمته فينزل منه بردا.
(سَنا بَرْقِهِ) صوت برقه ، أو ضوؤه ، أو لمعانه.
(يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) [النور : ٤٤].
(يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) بتعاقبهما ، أو بنقص كل واحد منهما وزيادة الآخر ، أو يغير النهار بظلمة السحاب تارة وبضوء الشمس أخرى ويغير الليل بظلمة السحاب تارة وبضوء القمر أخرى.
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور : ٤٥].
(مِنْ ماءٍ) النطفة ، أو أصل الخلق كله الماء ثم قلب إلى النار فخلق منها الجن وإلى الريح فخلق منها الملائكة وإلى الطين فخلق منه ما خلق.
(عَلى بَطْنِهِ) كالحوت والحية. (عَلى رِجْلَيْنِ) كالإنسان والطير. (عَلى أَرْبَعٍ) كالأنعام ولم يذكر ما زاد لأنه كالماشي على أربع لأنه يعتمد في مشيته على أربع.
(وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) [النور : ٤٨].
(مُعْرِضُونَ) كان بين بشر المنافق وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي إلى الرسول صلىاللهعليهوسلم ودعا بشر إلى كعب بن الأشرف ؛ لأن الحق إذا توجه على المنافق دعا إلى غير الرسول صلىاللهعليهوسلم ليسقط عنه وإن كان الحق له حاكم إليه ليستوفيه له فنزلت (وَإِذا دُعُوا)
(وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) [النور : ٤٩].
(مُذْعِنِينَ) طائعين ، أو خاضعين ، أو مسرعين ، أو مقرين.
(أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [النور : ٥٠].
(مَرَضٌ) شرك ، أو نفاق.