(وَغَسَّاقٌ) البارد الزمهرير ، أو قيح يسيل من جلودهم ، أو دموع تسيل من أعينهم ، أو عين تسيل في جهنم لها حمة كلّ ذي حمة من حية أو عقرب ، أو المنتن مأثور. أو السواد والظلمة ضد ما يراد من صفاء الشراب ورقته وهو بلغة الترك أو عربي من الغسق وهو الظلمة ، أو من غسقت القرحة إذا خرجت.
(وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) [ص : ٥٨].
(وَآخَرُ مِنْ) شكل العذاب أنواع ، أو من شكل عذاب الدنيا في الآخرة لم تر في الدنيا ، أو الزمهرير.
(أَزْواجٌ) أنواع ، أو ألوان أو مجموعة.
(هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) [ص : ٥٩ ـ ٦١].
(فَوْجٌ) يدخلونها قوم بعد قوم فالفوج الأول بنو إبليس والثاني بنو آدم ، أو كلاهما بنو آدم الأول الرؤساء والثاني الأتباع أو الأول قادة المشركين ومطعموهم ببدر والثاني أتباعهم ببدر يقول الله تعالى للفوج الأول عند دخول الفوج الثاني (هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ) فيقولون (لا مَرْحَباً بِهِمْ) فيقول الفوج الثاني بل أنتم (لا مَرْحَباً بِكُمْ) أو قالت الملائكة لبني إبليس.
(هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ) إشارة إلى بني آدم لما أدخلوا عليهم فقال بنو إبليس لا مرحبا بهم فقال بنو آدم بل أنتم لا مرحبا بكم.
(قَدَّمْتُمُوهُ) شرعتموه وجعلتم لنا إليه قدما ، أو قدمتم لنا هذا العذاب بإضلالنا على الهدى ، أو قدمتم لنا الكفر ، الموجب لعذاب النار.
(فَبِئْسَ الْقَرارُ) بئس الدار النار. (مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا) من سنه وشرعه ، أو من زينه.
(مَرْحَباً) المرحب والرحب السعة ومنه الرحبة لسعتها معناه لا اتسعت لكم أماكنكم.
(وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) [ص : ٦٢].
(ما لَنا لا نَرى) يقوله أبو جهل وأتباعه.
(رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ) عمارا وصهيبا وبلالا وابن مسعود.
(أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) [ص : ٦٣].
(سِخْرِيًّا) من الهزؤ وبالضم من التسخير.
(زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) يعني أهم معنا في النار أم زاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم ولا