(ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة ، أو ما بين أيديهم من أمر الآخرة فقالوا لا حساب ولا نار ولا بعث وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات ، أو ما بين أيديهم فعل الفساد في زمانهم وما خلفهم هو ما كان قبلهم ، أو بين أيديهم ما فعلوه وما خلفهم ما عزموا أن يفعلون.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) [فصلت : ٢٦].
(لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) لا تتعرضوا لسماعه ولا تقبلوه ولا تطيعوه من قولهم السمع والطاعة.
(وَالْغَوْا فِيهِ) قعوا فيه وعيبوه أو اجحدوه وانكروه ، أو عادوه وعاندوه ، أو الغوا فيه بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق حتى يصير لغوا.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) [فصلت : ٢٩].
(أَرِنَا) أعطنا ، أو أبصرنا. (الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ) إبليس.
(وَالْإِنْسِ) قابيل ، أو دعاة الضلال من الجن الإنس.
(مِنَ الْأَسْفَلِينَ) في النار قالوه حنقا عليهما ، أو عداوة لهما.
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت : ٣٠].
(رَبُّنَا اللهُ) وحّدوا.
(اسْتَقامُوا) على التوحيد أو على لزوم الطاعة وأداء الفرائض ، أو على إخلاص الدين والعمل إلى الموت ، أو استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم ، أو استقاموا سرا كما استقاموا جهرا.
(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) عند الموت ، أو عند الخروج من قبورهم.
(أَلَّا تَخافُوا) أمامكم.
(وَلا تَحْزَنُوا) على ما خلفكم ، أو لا تخافوا الموت ولا تحزنوا على أولادكم.
(وَأَبْشِرُوا) يبشرون عند الموت ثم في القبر ثم في البعث.
(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) [فصلت : ٣١].
(أَوْلِياؤُكُمْ) نحفظ أعمالكم في الدنيا ونتولاكم في الآخرة أو نحفظكم في الحياة ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة.