(فَضْلُ اللهِ) الإسلام.
(وَرَحْمَتُهُ) القرآن ، أو فضله : منته ، ورحمته : نعمته تقديره ورحمته بإمهالكم حتى تتوبوا لهلكتم ، أو لو لا فضله ورحمته لنال الكاذب منكم عذاب عظيم.
(إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور : ١١].
(الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) عبد الله بن أبي ، ومسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت وزيد بن رفاعة وحمنة بن جحش ، والإفك : الكذب أو الإثم.
(خَيْرٌ لَكُمْ) لأن الله تعالى برّا منه وأثاب عليه ، يريد عائشة وصفوان ، أو الرسول صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر ، وعائشة رضي الله تعالى عنهما.
(مَا اكْتَسَبَ) عقاب ما اكتسب. (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) عبد الله بن أبي ، أو حسان ومسطح والعذاب العظيم : العمى.
(لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور : ١٢].
(لَوْ لا) هلّا. (إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) أي الإفك.
(بِأَنْفُسِهِمْ) ظن بعضهم ببعض ، أو ظنوا بعائشة رضي الله تعالى عنها كظنهم بأنفسهم.
(إِفْكٌ مُبِينٌ) كذب بيّن ، ولم يحد الرسول صلىاللهعليهوسلم أحدا من أهل الإفك ؛ لأن الحد لا يقام إلا ببينة أو إقرار ولم ينفذ بإقامته بإخبار الله تعالى كما لا يقتل المنافق بإخباره بنفاقه ، أو حدّ حسان وابن أبي ومسطحا وحمنة فيكون العذاب العظيم الحدّ.
وقال فيهم بعض المسلمين :
لقد ذاق حسان الذي كان أهله |
|
وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح |
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم |
|
وسخطة ذي العرش العظيم فأبرحوا |
وآذوا رسول الله فيها فجللوا |
|
مخازي تبقى عمّموها وفضّحوا |
كما ابن سلول ذاق في الحد خزية |
|
كما خاض في قول من الإفك يفصح |
فصبت عليهم محصدات كأنها |
|
شآبيب مزن من ذرى المزن تسفح |
وقال حسان يعتذر من إفكه :
حصان رزان ما تزن بريبة |
|
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل |