(فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص : ٢٤].
(فَسَقى لَهُما) بأن زحم القوم فأخرجهم عن الماء ثم سقى لهما ، أو أتى بئرا فاقتلع عنها صخرة لا يقلها إلا عشرة من أهل مدين وسقى لهما ولم يستق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم.
(ثُمَّ تَوَلَّى) إلى ظل سمرة.
(فَقالَ رَبِّ) قال ذلك وقد لصق بطنه بظهره جوعا وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من الجوع ، أو مكث سبعة أيام لا يذوق إلا بقل الأرض. فعرّض لهم بحاله.
(مِنْ خَيْرٍ) شبعة من طعام ، أو شبعة يومين.
(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [القصص : ٢٥].
(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما) استكثر أبوهما سرعة صدورهما بالغنم حفّلا بطانا فقال إن لكما لشأنا فأخبرتاه بصنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه.
(عَلَى اسْتِحْياءٍ) مستترة بكم درعها ، أو لبعدها من النداء له ، واستحيت لأنها دعته لتكافئه وكان الأجمل مكافأته من غير إعناء ، أو لأنها كانت رسول أبيها ، أو ما قاله عمر ليست بسلفع من النساء خراجة ولا ولاجة. أراد تمشي مشي من لم تتعود الخروج حياء وخفرا وكان أبوهما شعيبا ، أو يثرون ابن أخي شعيب. قاله الكلبي وأبو عبيدة.
(لِيَجْزِيَكَ) ليكافئك فمشت أمامه فوصفت الريح عجيزتها فقال : امشي خلفي ودليني للطريق إن أخطأت.
(الْقَصَصَ) خبره مع آل فرعون. (نَجَوْتَ) إذ لسنا من مملكة فرعون.
(قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص : ٢٦].
(قالَتْ إِحْداهُما) الصغرى التي دعته استأجره لرعي الغنم.
(الْقَوِيُّ) فيما ولي.
(الْأَمِينُ) فيما استودع ، أو القوى في بدنه الأمين في عفافه.
(قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ