الخبيثة والطيبة لخبيثي الناس وطيبيهم. أو أراد الكلمات الخبيثات والطيبات لخبيثي الناس وطيبهم.
(أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ) أزواج الرسول صلىاللهعليهوسلم مبرآت من الفواحش ، أو عائشة ، وصفوان مبرآن من الإفك ، أو الطيبون والطيبات مبرؤون من الخبيثين والخبيثات.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النور : ٢٧].
(تَسْتَأْنِسُوا) تستأذنوا قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أخطأ الكاتب فكتب (تَسْتَأْنِسُوا) ، أو عبّر عن الاستئذان بالاستئناس لأنه مؤنس ، أو تؤنسوا أهل البيت بالتنحنح ليعلموا بالدخول عليهم ، أو تعلموا فيها من يأذن لكم ؛ لقوله (فَإِنْ آنَسْتُمْ) [النساء : ٦] أو الاستئناس : الاستخبار والإيناس : اليقين.
(وَتُسَلِّمُوا) السّلام مسنون بعد الاستئذان على ظاهر الآية ، ولأنه تحية للقاء واللقاء بعد الإذن ، أو السّلام قبل الاستئذان على ما تضمنته السنة ، وإن كان قريبا فإن لم يكن محرما لزم الاستئذان عليه كالأجانب ، وإن كانوا محارم فإن كان ساكنا معهم في المنزل لزمه إنذارهم بدخوله بوطىء أو نحنحة مفهمة إلا الزوجة فلا يلزم ذلك في حقها بحال لارتفاع العورة بينهما وإن لم يكن ساكنا معهم في المنزل لزم الاستئذان بوطىء أو نحنحة ، أو هم كالأجانب.
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ) [النور : ٢٩].
(بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) الخانات المشتركة ذوات البيوت المسكونة ، أو حوانيت التجار ، أو منازل الأسفار ومناخات الرحال التي يرتفق بها المسافرون ، أو الخرابات العاطلة ، أو بيوت مكة.
(مَتاعٌ لَكُمْ) عروض الأموال ومتاع التجارة ، أو الخلاء والبول ؛ لأنه متاع لهم ، أو المنافع كلها. فلا يلزم الاستئذان فيها.
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ) [النور : ٣٠].
(مِنْ أَبْصارِهِمْ) من صلة ، أو يغضوها عما لا يحل ، أو هي للتبعيض ؛ لأن البصر إنما يجب غضه عن الحرام.
(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) بالعفاف عن الزنا ، أو بسترها عن الأبصار ، وكل موضوع فيه حفظ فالمراد به عن الزنا ، إلا في هذا الموضع قاله أبو العالية ، وسميت فروجا ؛ لأنها منافذ