ووجود الايمان بالله في اعماق النفس البشرية منذ ان يوجد الانسان ويولد ، واليك بعضها :
١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «كل مولود يولد على الفطرة يعني المعرفة بأن عز وجل خالقه» (١).
وقد جاء المقطع الأول من هذا الحديث في النهاية لابن الأثير واوضحه بقوله : المعنى انه يولد على الجبلة والطبع المتهيء لقبول الدين ، فلو ترك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها الى غيرها وانما يعدل عنه من يعدل لانه من آفات البشر والتقليد ، وقيل معناه كل مولود يولد على معرفة الله والاقرار به فلا تجد أحداً الا وهو يقر بأن له صانعاً ، وان سمّاه بغير اسمه أو عبد معه غيره (٢).
٢ ـ عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في نهج البلاغة : «فبعث الله فيهم رسله وواتر اليهم أنبياءه لیستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكروهم منسي نعمة» (٣).
فقوله ـ عليهالسلام ـ : «واتر اليهم رسله» أي ارسلهم واحداً بعد واحد ، وان كان بين نبي وآخر فترة.
وقوله ـ عليهالسلام ـ : «ليستأدوهم میثاق فطرته» أي ليطالبوهم بما تقتضيه فطرتهم وما تسوقهم اليه غرائزهم وجبلتهم.
وقوله ـ عليهالسلام ـ : «ويذكروهم منسي نعمته» اشارة الى ان الدين هي النعمة
__________________
(١) بحار الانوار ج ٣ ص ٢٧ ومثله قوله (ص) : «ما من (لیست) نسمة تولد الا ولدت على الفطرة» كما في مسند أحمد وقوله (ص) : «كل انسان تلده أمه على الفطرة» كما في صحيح مسلم.
(٢) النهاية لابن الأثير مادة «فطر».
(٣) نهج البلاغة الخطبة رقم ١.