٦ ـ وعندما سئل عليه السلام عن نفس الآية أيضاً قال : «فطرهم على معرفة انه ربهم» (١).
هذه الايات والروايات وغيرها تشير الى كون الاعتقاد بالله ومعرفته والانجذاب إليه مسألة فطرية ، وأمراً جبلياً من شأنه أن ينتهي الى الايمان اليقيني الواضح والعقيدة القوية الراسخة اذا تركت وشأنها أو اذا حظيت بالعناية والرعاية والارشاد والتوجيه.
نقاط مهمة على هامش بحث الفطرة.
اذا وقفت على فطرية التدين ، وتأييد القرآن الكريم والأحاديث الإسلامية لذلك يجب أن ننبه الى عدة نقاط هي :
الأولى : أن قولنا : «التدين أو الدين أمر فطري» له معنيان :
١ ـ أن الاعتقاد بالله الواحد أمر جبلي وفطري ، وهذا هو الذي سقنا الكلام لاجله في هذا البحث.
٢ ـ ان ما جاءت به الشرائع الالهية من اصول الأوامر والنواهي ، والقوانين الاجتماعية والأخلاقية ، والاقتصادية والسياسية أمور فطرية وذلك مثل اقامة العدل والقسط ، والاحسان إلى الاخرين والتعاون معهم والاجتناب عن الظلم والجور والاذى ، واكرام الوالدين والعطف عليها والامر بالتوطن والتمدن والعمران والنهي عن الرهبانية والعزلة والتغرب ، والدعوة الى السعي والعمل ، وترك البطالة والكسل ، واقرار الأمن والاستقرار ، والأمر بالدفاع عن النفس والمال والأهل ، واكل الطيبات والنهي عن تناول الخبائث وأكل الميتة والخمر ، والدعوة
__________________
(١) تفسیر البرهان ج ٣ ص ٢٦١ ـ ٢٦٣.