ظهوراً وتأثيراً.
ثم انه لابد ـ قبل أي شيء ـ ان ننبه إلى أمر مهم في هذا المجال وهو ان العقلاء وبالاخص المفكرين منهم كانوا في مقابل ظاهرة الكون علی صنفین :
١ ـ من يعتبر هذا العالم خيالا في خيال ، فلا يرى له حقيقة أبداً أو انه ينكر امكانية الوصول الى حقيقة على الاقل.
٢ ـ من يرى لنفسه ولما يحيط به من عالم خارجي حقيقة وواقعية.
والبحث في هذا الفصل انما هو مع الصنف الثاني دون الأول ، اذ البحث مع الصنف الأول أعني المثاليين (١) بل الخياليين في خصوص اثبات الخالق غير مفيد وهم ينكرون الواقعية الخارجية أو يشككون في امكانية الوصول اليها على الأقل ، فلابد من أن يكون البحث معهم على نطاق أوسع وهو اثبات آن وراء أنفسهم عالماً خارجياً ذا حظ عظيم وكبير من الواقعية والوجود ، وان في مقدور الانسان ان يصل الى طائفة من هذه الواقعيات.
ولكي يقف القارئ على مدى ضعف هذا الاتجاه ووهنه نشير الى مقالتهم وبعض ما یقیمونه من أدلة في هذا المجال في آخر هذا الكتاب على وجه الاجمال اذ للبحث في هذه المسألة مجال آخر وهو ابحاث نظرية المعرفة.
__________________
(١) المصطلح الفلسفي الرائج في التعبير عن اتجاه هذه الطائفة هو «المثاليون» غير اننا نستحسن ان لا نستعمل في حقهم هذه الكلمة التي ترمى الى معنى صحيح والاولى أن يعبر عنهم بـ : «الخياليين» والوهميين والی غير ذلك من الاسماء التي تناسب التعبير عن تلك النظرية الخاطئة الشاذة عن فطرة الانسان.
ولا يخفى أن للمثال معني آخر في اللغة ومصطلح الأخلاقيين ولا سيما في مصطلح الفلسفة الإغريقية.