الافكار المنسقة الى الورقة ثم يقدمها الى المطبعة للطباعة والاخراج ، ولابد حينئذ أن تمر مسودة الكتاب في المطبعة بمراحل عديدة من صف الاحرف والتصحيح ثم الطباعة ثم التجليد حتى تتحول الى كتاب كامل صالح للنشر جاهز للقراءة.
فهل يمكن لنا اذا صادفنا كتاباً كهذا الا ان نذعن فوراً بأنه حصيلة جهود منتظمة أسفرت عن هذا العمل المفيد ، بينما لا يمكننا أبداً القول بأن الاحرف والاوراق المنتظمة الهادفة جائت نتيجة حادث اتفاقي ، أو نتيجة انفجار عفوي وقع في المطبعة؟!
٦ ـ عندما ندخل في صف من صفوف المدرسة ونجد على اللوحة السوداء معادلة رياضية صعبة أو قانوناً فيزياوياً معقداً فهل يمكن لنا أن نحتمل أن هذه المعادلة قد ارتسمت على تلك اللوحة السوداء بفعل الصدفة أي أن قطعة من الجص خرجت من لدن نفسها من مكانها وانتقلت الى السبورة فانتقشت بسببها تلك المعادلة الصعبة على اللوحة السوداء أم اننا سنحكم فوراً بأن استاذاً رياضياً أو فيزياوياً قديراً هو الذي كتبها ، على تلك اللوحة.
٧ ـ أن العلم والتجربة اثبتا أن من المستحيل أن نجد ولو حالة صغيرة من حالات النظام والتناسق الا وقد تم في ضوء فكر ثاقب ، وعقل سلیم ، ولهذا فاننا بمجرد أن نقف ـ مثلا ـ على نموذج من الخط المسماري فانتا نسارع الى نسبته ـ فوراً ـ الى كاتب كتبه بمهارة وقصد ، ولا نعزيه إلى التصادق أبداً.
٨ ـ ان العلم والتجربة اثبتا بان تركيب الشيء وتأليفه كلما ازداد تعقيداً كلما ازداد دلالة على عمق المهارة والمعرفة التي يتمتع بهما صانعه.
فهل لاحد مثلا ان يدعي بأن القمر الصناعي أو المركبة الفضائية التي تدور في مدار معین ومحدود حول الأرض قد نشأت صدفة ، أي أن ذرات الصلب اتحدت