٣ ـ اذا وقفنا امام تمثال صخري دقيق لشخصية معينة من الشخصيات العالمية يحمل جميع ملامحه وسماته فاننا لا نستطيع أبداً أن نصدق بأن هذا التمثال قد نشأ نتيجة حركات غير منتظمة وضربات غير مقصودة ولا محسوبة أو أن نتصور أن قطعة من الصخر قد انفصلت من الجبل وهوت الى القاع ثم تحولت تلقائيا وبفعل الصدفة إلى تمثال رائع لهذه الشخصية.
ان من المستحيل أن يحدث ذلك بصورة عفوية وان ينشأ تمثال انسان ما فضلا عن تمثال الشخصية معينة دون سواها.
أن العقل يذعن ـ دون تأخير ـ بأن هذا من صنع نحات ماهر ، وفنان قدير تحلى بذوق رفيع ، ومهارة فائقة ، وأن ما تم من حركات ادت الى ظهور هذا التمثال لم تكن سوى حركات منتظمة ، ومتناسقة ومدروسة بعناية بالغة.
٤ ـ اذا نظرنا إلى السيارة التي تقلنا وتنقلنا من هذه المنطقة إلى تلك المنطقة وبسرعة ويسر ، فهل يشك أحد بانها ليست سوى حصيلة جهود كبيرة بذلها الاف المهندسين الصناعيين والميكانيكيين العالميين الذين توصلوا إلى ايجاد هذه الالية في ظل الفكر والجهود المنتظمة ، اذ من المستحيل أن تستطيع الصدفة صنع مثل هذه السيارة ، فلو أننا ألقينا كميات من الصلب والزجاج والمطاط في برميل كبير ، وادرناها الاف المرات استحال أن نحصل على سيارة مثل هذه السيارة لان الصدفة لا يمكنها أن توجد شيئاً منسقاً منظماً مترابط الأجزاء يحقق هدف معينة ، وغاية خاصة.
٥ ـ اذا رأينا مؤلفاً قيماً مطبوعاً طباعة جميلة تتداوله الايدي نقضي من فورنا بأن هذا العمل ما هو الا نتيجة مقدمات فكرية وعملية عديدة قام بها مؤلفه ومخرجه ونذعن بأن ذلك لا يحصل الا بتفكير دقیق وجهود متواصلة ، اذ يتعين على مؤلفه أولا أن يفكر فيما يريد أن يطرحه من افكار في هذا الكتاب ، ثم ينقل هذه