وفلق له السمع والبصر وسوى له العظم ، والبشر ، انظروا الى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر كيف دبت على أرضها ، وضنت على رزقها ، تنقل الحبة الى جحرها وتمدها في مستقرها تجمع في حرها لبردها ، وفي ورودها لصدرها ... لو فكرت في مجاري أكلها ، في علوها وسفلها ... وما في الرأس من عينها وأذنها لقضيت مسن خلقها عجباً ، ولقيت من وصفها تعباً ... فويل لمن أنكر المقدر وجحد المدبر ، زعموا أنهم كالنبات ما لهم زارع والاختلاف صورهم صانع» (١).
٢ ـ وفي حديث مفصل للامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حول خلقة الانسان وما فيها من نظم وأسرار وحكم وقد أدلى بهذا الحديث الى تلميذه المفضل بن عمرو قال فيه : «فكر یا مفضل في أعضاء البدن أجمع وتدبیر كل منها للارب ، فاليدان للعلاج والرجلان للسعي والعينان للاهتداء والفم للاغتذاء والمعدة للهضم والكبد للتخليص والمنافذ (أي النوافذ) لتنفيذ الفضول ، والأوعية لحملها وكذلك جميع الاعضاء اذا تأملتها وأعملت فكرك فيها ونظرك وجدت كل شيء منها قد قدر لشيء على صواب وحكمة» (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٥ ، هذا وللامام وسن رائع لخلقة النحل والخفاش والطاووس يستدل به على وجود الخالق وقدرته وعلمه.
(٢) توحيد المفضل ص ٥٤ ـ ٥٥.