الأهالي وسيلة لصده عن الانتشار وصارت استراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع صامت ، يتقدم في سبيله دون عائق!!.
وطاف علماء الحشرات بنواحي العالم حتى وجدوا أخيراً حشرة لا تعيش الا على ذلك الصبار ، ولا تتغذى بغيره وهي سريعة الانتشار وليس لها عدو يعوقها في استراليا ، وما لبثت هذه الحشرة حتى تغلبت على الصبار ثم تراجعت ولم يبق فيها سوى بقية قليلة للوقاية تكفي لصد الصبار عن الانتشار الى الابد (١).
فكيف عرفت هذه الحشرة أن تقضي على الزائد من الصبار وتكف عن الباقي لتحفظ أشجار الصبار على توازنها فلا تطغى على الأشياء الأخرى؟ ألا يكشف هذه التوازن والضبط عن خالق مدبر حكيم؟.
٣ ـ كانت الأسفار الطويلة دون غذاء كاف تؤدي الى الاصابة بمرض الاسقربوط (وهو من أمراض سوء التغذية وينشأ عن نقص فيتامين ج) وقد وجد ان عصير الليمون هو خير علاج له ، وكان ملاحو السفن الكبيرة في العهود الماضية يسمون بعاصري الليمون وكان أولئك الملاحون القدامى لا يعرفون سبب الاسقربوط وانما اكتشف هذا الدواء البسيط رحالة حين كان ملاحوه يموتون في «مدغشقر» ولكن مضي قرن من الزمان أو أكثر حتى عرفت الصلة الوثيقة بين فواكه الموالح وانقطاع مرض الاسقربوط ، وزال هذا المرض الفتاك من أعالي البحار ، وانقضى كذلك قرن آخر أو أكثر ليدرك الانسان قيمة الفيتامينات في فواكه الموالح ولكنه لم يكن يعلم وقتئذ ما تحتويه هذه الفاكهة. ترى من أين نشأت هذه العلاقة بين هذه الفواكه وهذا المرض ، ألا يدل ذلك على أن خالق الداء خلق الدواء المناسب له ولولا هذا التوازن لعمت الكارثة ، وانعدم النوع الانساني وغاب كلية عن وجه البسيطة؟.
__________________
(١) العلم يدعو للايمان ص ١٥.