٤ ـ عندما نزل المهاجرون الاولون استراليا لم يكن هناك من الثدييات المشيمية الا حيوان «الدنجو» وهو كلب بري ولما كان هؤلاء المهاجرون قد نزحوا من اوربا فقد تذكروا ما كان يهيئه لهم صيد الارانب من فرصة طيبة لممارسة الصيد والرياضة ، ولذلك استوردوا في عام (١٥٨ م) اثني عشر زوجاً من الأرانب وأطلقوها هناك ، ولم يكن لهذه الأرانب أعداء طبيعيون في استراليا ولذلك فقد تكاثرت بصورة مذهلة وزاد عددها زيادة كبيرة فوق ما كان ينتظر وكانت النتيجة سيئة للغاية ، فقد أحدثت الارانب أضراراً بالغة بتلك البلاد حيث قضت على الحشائش والمراعي التي ترعاها الأغنام ، وقد بذلت محاولات عديدة للسيطرة على الارانب وبنيت أسوار عبر القارة بلغ امتدادها (٧ میل) ومع ذلك ثبت عدم فائدتها ، فقد استطاعت الارانب أن تتخطاها.
ثم استخدم نوع من الطعم السام ولكن هذه المحاولة باءت هي الاخرى بالفشل ، ولم يمكن الوصول الى حل هذه المشكلة الا في السنوات الأخيرة وكان ذلك باستخدام فيروس خاص يسبب مرضاً قتالا لهذه الأرانب هو مرض الحرض المخاطي ، قد أدى الى هلاك قسم كبير من الأرانب وانخفاض عددها وتحولت مناطق البراري القاحلة والجبال المقفرة التي بقيت مجدبة عشرات السنين الى مروج خضراء يانعة وزاد ـ على أثر ذلك ـ انتاج الاغنام والمواشي (١).
هل هذا التوازن الدقيق المحسوب في مظاهر الطبيعة والذي يؤدي أي تخلخل فيه الى أضرار بالغة الا دليل قاطع على وجود الخالق الخبير والاله المدبر وراء الطبيعة؟.
هل من السهل على عقولنا أن نتصور أن كل هذا التوافق العجيب قد تم
__________________
(١) الله يتجلى في عصر العلم ص ٤٩.