السائدة في عالم الفضاء ، والنبات ، والحيوان ، والانسان والجماد ، هو «النظام» بمعنى الترابط والتنسيق والمحاسبة والدقة والهدفية ، وكل ذلك يدل على وجود خالق مدبر علیم وراء هذا النظام الكوني البديع.
٧ ـ حساب الاحتمالات وهو صورة اخرى من برهان النظام يقتضي باستحالة توفر الحياة على الأرض ، المشروطة باجتماع ملايين الشروط والعلل الطبيعية ، وبنسب دقيقة متنوعة ، عن طريق الصدفة ، لان ذلك الاحتمال يكاد يصل إلى حد الصفر الرياضي.
٨ ـ التوازن السائد بين اشياء الكون ، والضبط الحاكم عليها وخضوعها لنسب ومقادیر خاصة متناسية ، يعتبر صورة ثالثة لبرهان النظم ، وهو يدل على وجود عقل جبار ، وفاعل حكیم خبیر ، وارادة عليا ارسی هذا التوازن اللازم للحياة وهذا الضبط الذي يكبح جماح الأشياء ، ويحد من نموها المطرد المضر بما أقر من قوانین واقام فيها من اجهزة وسنن.
٩ ـ اهتداء الحيوانات إلى اختيار ما يصلحها عند موارد غير متوقعة ، وابتكار بعض المواقف من الأدلة الأخرى على وجود الله.
١ ـ اهتداء الحيوانات ان كان ناشئاً من نظام تركيبها العضوي فهو يعتبر صورة رابعة البرهان النظم ، وان كان بالهام الله ووحيه كان دليلا مستقلا.
١١ ـ يمتاز برهان النظم على غيره من البراهين بامور هي : انه برهان حسي عقلي ، ولهذا فهو برهان بدیهی ، وهو لا يحتاج الا الى اثبات جانب من النظام ، كما ويتمشى مع تقدم العلوم ، وهو برهان سهل المأخذ ، ويتضمن بیان النعم الالهية ، وقد اهتم به القرآن الكريم أكثر من البراهين الأخرى.