لو لا الانسان لما كان لوجود هذه الاشياء معنی ، ولا واقعية؟ فاذا لم يكن هذا الموقف مما يرتضيه عاقل فكيف يمكنه القول بان النظم بمعنی «الاتساق والتعاون السائدین بین اجزاء الظواهر المادية لتحقيق غاية معينة» مما یدركه الانسان وحده بمعنی انه من ولید ذهنه بحيث لولاه لما كان لهذا النظم أي وجود في اشياء الطبيعة؟
وحاصل القول : ان الانسان يدرك بدرك كاشف ـ فرقاً واقعياً ثابتاً ، خارج الذهن البشري بين الساعة المصنوعة باحسن وجه ، والأوراق المبعثرة المتطايرة في الجو ، حيث يرى في الاول ملامح الترابط والاتساق والتعاون بين اجزائه لتحقيق هدف معين ، وهو بيان الزمن والوقت ، ويفتقد مثل ذلك في الثاني.
وتلك واقعية راجعة إلى نفس الموجودين سواء أدرك الانسان ذلك ام لا؟.